الإعلام والتوعية الصحية |
نصوص الانطلاق:
قال الله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. (سورة آل عمران، الآية 104) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ. قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال: للهِ، وكتابِه، ورسولِه، وأئمةِ المؤمنين، وعامَّتِهم، وأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم». (سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، باب ما جاء في النصيحة). |
وضعية الانطلاق:
تمهيد:
يعلم الجميع أن الإعلام أفضل وسيلة للتواصل مع المجتمعات، وأسهل طريقة لنشر التوعية بين الناس، لأنه يتسلل إلى البيوت والقلوب عبر التلفاز والشبكة العنكبوتية والمذياع ... الخ، ناهيك عن الصحافة المقروءة والمنشورات والملصقات ... الخ. فلهذا لم بنعت بالسلطة الرابعة من فراغ، وإنما من حقائق يقينية تتجلى في كونه يؤثر في المواطن العادي والمسؤولين الكبار والصغار على حد سواء، ويتدخل في سير العملية السياسية التوعوية في جميع المجالات، فلذلك يجب تأطيره تأطيرا سليما يقوم على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وبث القيم الروحية في المشتغلين فيه، حتى يقوموا بواجب النصيحة تجاه دينهم ووطنهم ومجتمعهم، لجلب المنافع ودرء المفاسد، لما فيه الصلاح العام للجميع.
أهداف الدرس:
v تمكين المتعلم من التعرف على دور مؤسسة الإعلام في التوعية الصحية.
v تمكين المتعلم من اكتساب مهارات تحليل ونقد نصوص ووثائق إعلامية.
v تمكين المتعلم من الاقتناع بأن النصيحة واجب الأمة وهي فرض عين عل كل مسلم فيتطبع بها.
توثيق النصوص:
التعريف بسورة آل عمران:
سورة آل عمران مدنية من السور الطول، عدد آياتها 200 آية، وهي السورة الثالثة من حيث الترتيب في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة "الأنفال"، تبدأ السورة بحروف مقطعة "الم"، سميت السورة بـ "آل عمران" لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة "آل عمران" والد مريم أم عيسى عليه السلام وما تجلى فيها من مظاهر القدرة الإلهية بولادة مريم البتول وابنها عيسى عليهما السلام، سورة آل عمران من السور المدنية الطويلة وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على ركنين هامين من أركان الدين هما: ركن العقيدة وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا، والتشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله.
مضامين النصوص:
ü الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم المواصفات المفروض توفرها في الفاعلين الإعلاميين.
ü إبراز الحديث لواجب الإعلام تجاه المجتمع المتمثل في كونه نصحا، وذلك بأن يهديه لما ينفعه ويجنبه ما يضره.
التحليل والإيضاح:
مفهوم التوعية الصحية وعلاقته بالإعلام:
مفهوم الإعلام:
الإعلام: هو نشر معلومات صحيحة ووقائع محددة بواسطة وسائل موثوقة، مع ذكر مصادرها، خدمة للصالح العام.
مفهوم التوعية الصحية:
التوعية الصحية: هي مجموعة من الأنشطة التواصلية والإعلامية والتحسيسية والتربوية الهادفة إلى:
ü خلق وعي صحي بإطلاع الناس على واقع الصحة.
ü تحذير الناس من خطر الأوبئة والأمراض المحدقة بالإنسان.
ü تربية فئات المجتمع على القيم الصحية والوقائية المنبثقة من عقيدة المجتمع ومن ثقافته.
علاقة التوعية الصحية بالإعلام:
تعتبر التوعية الصحية موضوعا من موضوعات الإعلام الصحي والوقائي وهدفهما المشترك هو خلق وعي صحي يمكن الناس من تجنب الأمراض الخطيرة، وتقوم علاقة الإعلام بالمؤسسات الصحية على مستويين:
مستوى تعاوني: يتجلى في:
ü توظيف وسائل الإعلام لقضايا صحية ووقائية تنمي الثقافة الصحية للمجتمع.
ü توظيف المؤسسات الصحية لوسائل الإعلام قصد التعريف ببرامجها الإعلامية الصحية والوقائية للتواصل بين أفراد المجتمع.
مستوى وظيفي: يتجلى في:
ü تبني المؤسسات الصحية لمخططات إعلامية وتواصلية تمكن المجتمع من معرفة الخبر الصادق تمكن القطاع الصحي من الانفتاح على المجتمع لنشر قيمه الصحية بينه.
ü خضوع المنتوج الإعلامي للقيم الصحية والأخلاقية والدينية للمجتمع الإسلامي.
التوعية الصحية وفاء بواجب النصيحة للأمة:
إن التوعية الصحية لا تنحصر في المؤسسات الصحية والإعلامية فقط، بل تشترك فيها كل مؤسسات المجتمع، والمؤسسات المعنية بالتوعية الصحية هي:
ü مؤسسة الأسرة: لأنها المدرسة الأول للطفل.
ü مؤسسة المسجد: بحكمه الأقرب إلى قلوب المسلمين ويزداد تأثيره في خطب الجمعة ودروس الوعظ.
ü المؤسسة التعليمية: هي أهم مكان يتمكن فيه المتعلم من الحصول على توعية صحية جيدة ومؤطرة وممنهجة.
ü مؤسسات الإعلام: أصبحت وسائل الإعلام أكثر تأثيرا في حياة المجتمعات المتحضرة وبه تتم التوعية الصحية بشكل سريع وأنجع.
ü مؤسسات المجتمع المدني: تساعد هذه المؤسسات على نشر التوعية الصحية بفضل أعمالها التطوعية والمنظمة والجمعوية، المتمثلة في الجمعيات والمراكز والهيئات المستقلة.
أثر القيم الإسلامية في ترشيد الإعلام الصحي:
القيم الإسلامية دعامة للإعلام والتوعية الصحية:
تعتبر العقيدة الإسلامية وقيمها الأخلاقية أهم مرشد للإعلام في توعية المجتمعات بمخاطر الإمراض وهي الوحيدة الكفيلة بردع الناس من الوقوع في الرذائل والموبقات.
كيف نستفيد من الإعلام في بناء وعي صحي ؟
في ظل تعدد وسائل الإعلام أصبح لزاما علينا:
ü الانفتاح على مصادر الإعلام الصحي المتعددة.
ü انتقاء مصادر المعرفة الوقائية: وذلك برفض الشائعات بتحري مصادر إعلامية ذات مصداقية.
ü تحليل المعرفة الصحية وإخضاعها للتمحيص.
ü المشاركة الإيجابية في الأنشطة التحسيسية الصحية: وذلك بمواكبة كل الأحداث والأنشطة التي ينشطها خبراء في ميدان الصحة.
ü تصحيح السلوك الصحي والوقائي: وذلك بتجنب كل ما يؤدي إلى الإصابة بالمرض.
ü القيام بواجب النصيحة وتبني قضايا التوعية الصحية: وذلك بالإسهام في نشر الثقافة الصحية بين الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق